للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالنسبة إلى من اجتمع بعشرة أو ثلاثة من الصحابة، وبالعلم والزهد وغير ذلك (١).

وقد اختلف في أفضل التابعين فقال سيدنا الإمام أحمد وغيره من أهل العلم "أفضل التابعين سعيد بن المسيب" (٢).

وقال قوم: أفضل التابعين أويس بن عامر ويقال عمرو وكنيته أبو عمرو وهو القرني، واستدلوا له بحديث: "خير التابعين أويس رواه الحاكم عن علي بن أبي طالب (٣) عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-.


(١) انظر: معرفة علوم الحديث (٤١) وما بعدها، والتقييد والإيضاح (ص ٢٧٤) وما بعدها، وتدريب الراوي (ص ٤١٦) وما بعدها، وفتح المغيث (ج ٣/ ١٣٩) وما بعدها.
(٢) رواه عن الإمام أحمد بن حنبل عثمان الحارثي النحاس كما في طبقات الحنابلة (١/ ٢٢٢)؛ وتهذيب الكمال (١١/ ٧٣).
وقال ابن الصلاح في مقدمته (ص ٢٨٣): "وأعجبني ما وجدته عن الشيخ أبي عبد اللَّه بن خفيف الزاهد الشيرازي في كتاب له قال اختلف الناس في أفضل التابعين فأهل المدينة يقولون: سعيد بن المسيب، وأهل الكوفة يقولون: أويس القرني، وأهل البصرة يقولون: الحسن البصري" انتهى.
قال العراقي في الشرح: والصواب ما ذهب إليه أهل الكوفة لما روى مسلم في صحيحه من حديث عمر بن الخطاب رضي اللَّه عنه قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "إن خير التابعين رجل يقال له أويس. . . " الحديث.
قال: "وقد يحمل ما ذهب إليه أهل المدينة وأحمد أيضًا من تفضيل سعيد بن المسيب على سائر التابعين أنهم أرادوا فضيلة العلم لا الخيرية الواردة في الحديث واللَّه أعلم" انتهى.
وانظر: صحيح مسلم بشرح النووي (١٦/ ٩٤ - ٩٥)؛ وإرشاد طلاب الحقائق له (ج ٢/ ٦١٤)؛ وفتح المغيث (٣/ ١٤٣ - ١٤٥)؛ وتدريب الراوي (ص ٤٢١ - ٤٢٢).
(٣) كذا ذكر المؤلف رحمه اللَّه ولم أجده عند الحاكم عن علي رضي اللَّه عنه والذي فيه: عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: لما كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي أفيكم أويس القرني قالوا: نعم. فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال: سمعت رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "خير التابعين أويس القرني" انظر: المستدرك (ج ٣/ ٤٠٢)؛ والحلية (٢/ ٨٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>