للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن طريقة سلف الأمة وأئمتها إثبات ما أثبته من غير تكييف ولا تمثيل ومن غير تحريف ولا تعطيل وكذلك ينفون عنه ما نفاه عن نفسه، مع ما أثبته من الصفات من غير الحاد فى الأسماء، ولا فى الآيات، فإنه تعالى ذم الملحدين فى أسمائه وآياته" (١).

وقال فى موضع آخر من كتابه هذا لوائح الأنوار السنية عن إثبات صفة الإستواء للَّه تعالى "قد دلت الآيات القرآنية والأحاديث النبوية على أن اللَّه عز وجل مستو على عرشه بائن من خلقه استواء يليق بذاته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل قال تعالى فى محكم كتابه العزيز {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ} [السجدة: ٤] (٢).

وقال في كتابه اللوامع: "قد استوى على عرشه من فوق سبع سماواته استواء يليق بذاته كما ورد في الآيات القرآنية والأحاديث النبوية والنصوص السلفية مما لا يحصى ويتعذر أن يستقصى، فهذا كتاب اللَّه من أوله إلى آخره وسنة رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من أولها إلى آخرها ثم عامة كلام الصحابة رضي اللَّه عنهم والتابعين لهم بإحسان رحمهم اللَّه ثم سائر كلام أئمة الدين ممن تلوى على كلامهم الخناصر ولا ينازع فيه إلا كل مكابر ومعاند، بأن اللَّه تعالى مستو على عرشه بائن من خلقه" (٣).

ومع هذا فإن السفاريني رحمه اللَّه أخذت عليه بعض المآخذ التي خالف فيها عقيدة أهل السنة والجماعة (٤) ومن هذه المآخذ:


(١) انظر لوائح الأنوار السنية (١/ ٢٥٧ - ٢٥٨) وما بعدها، ولوامع الأنوار (١/ ١٢٨ - ١٢٩).
(٢) انظر: لوائح الأنوار السنية (١/ ١٤٨).
(٣) انظر: لوامع الأنوار البهية (١/ ١٩٠).
(٤) وقد نبه على ذلك عدد من العلماء كما أشرت عند الكلام على كتاب المؤلف لوامع الأنوار، انظر (١/ ٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>