للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأخرى: {مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد: ٢٢] (١).

قال العلماء والفرقة المنكرة لهذا انقرضوا وهم الذين كفرهم الأئمة مالك والشافعي وأحمد وغيرهم رضي اللَّه عنهم (٢).

ومما احتج به الإمام أحمد عليهم قوله تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ. .} [الأحزاب: ٧] الآية. قال هذه حجة على القدرية.

قال الإمام المحقق ابن القيم في "البدائع": "أراد القدرية المنكرة للعلم بالأشياء قبل كونها وهم غلاتهم الذين كفرهم السلف" (٣).

قال القرطبي: "وقد انقرض هذا المذهب فلا يعرف أحد ينسب إليه من المتأخرين" (٤).

الفرقة الثانية من فرقتي القدرية: المُقِرّون بالعلم:

قال الحافظ ابن حجر في شرح البخاري: "القدرية اليوم مطبقون على أن اللَّه تعالى عالم بأفعال العباد قبل وقوعها، وإنما خالفوا السلف في زعمهم بأن أفعال العباد مقدورة لهم وواقعة منهم على جهة الاستقلال، وهو مع كونه مذهبًا باطلًا أخف (٥) من المذهب الأول".


(١) انظر هذا المبحث في: كتاب الإيمان لابن تيمية (ج ٧/ ٣٨١ - ٣٨٢) من مجموع الفتاوى، ولوامع الأنوار للشارح (١/ ٣٠٠ - ٣٠١).
(٢) انظر: الإيمان لابن تيمية (ج ٧/ ٣٨٥)؛ ولوامع الأنوار (١/ ٣٠١).
(٣) بدائع الفوائد لابن القيم (٣/ ١١٤).
(٤) انظر: فتح الباري (١/ ١٤٥)؛ ولوامع الأنوار (١/ ٣٠١).
(٥) في "ظ" أحق.

<<  <  ج: ص:  >  >>