للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وروى من وجه متصل أيضًا وحكمه الرفع لأنه ليس للرأي (١) فيه مجال، وقد ذكر كل ذلك ورواه الحافظ ابن رجب في كتابه "أهوال القبور" (٢).

وذكر عن مجاهد أيضًا "أن الأرواح تمكث في قبورها سبعة أيام" (٣).

وقد روى عن عبيد بن عمير (٤) فيما أخرجه عنه ابن جريج "إن المؤمن يفتن سبعة أيام والمنافق يفتن أربعين يومًا" (٥).


(١) في الأصل: للراوي والمثبت من "ظ" وهو الصحيح.
(٢) الأثر عن طاووس لم أجده فيه وأما الأثر عن مجاهد فهو فيه (ص ١٤) بدون عزو كما أشرت.
وهذه الآثار التي أوردها المؤلف ذكرها السيوطي في منظومته: "التثبيت". انظر: جمع الشتيت (ص ١٣٥) وذكرها في الحاوى (٢/ ٣٧٠)، وذكرها المؤلف في كتابه "البحور الزاخرة" (ج ١/ ١٥٤ - ١٥٥).
(٣) ذكره ابن رجب في أهوال القبور (ص ١١٥) بدون سند.
(٤) عبيد بن عمير بن قتادة الليثي أبو عاصم المكي ولد على عهد النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قاله مسلم وعده غيره في كبار التابعين وكان من ثقات التابعين وأئمتهم بمكة وكان يذكر الناس فيحضر ابن عمر رضي اللَّه عنهما مجلسه، توفى سنة ثلاث أو أربع وسبعين. سير أعلام النبلاء (٤/ ١٥٦)، وتقريب (٢٢٩) وقد جاء في الأصل: عبد وهو خطأ وصوابه عبيد كما أثبتنا.
(٥) عزاه السيوطي في أرجوزته التثبيت إلى ابن جريج وفي الدر المنثور قال: وأخرج ابن جرير في مصنفه ولعله خطأ. جمع الشتيت (ص ١٣٨)، والدر المنثور (٥/ ٣٨) وذكره ابن رجب في أهوال القبور (ص ١٤) بدون عزو.
قلت: وهذه الآثار التي أوردها الشارح هنا نفلها عن السيوطي كما أشرت وقد أوردها السيوطي للاستدلال بها على استحباب إطعام الطعام عن الميت سبعة أيام. والصحيح أنه استدلال غير صحيح إذ لم يثبت فيه دليل صحيح عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يستند إليه. ولم يرد ما يؤيده من فعل الصحابة رضي اللَّه عنهم وأما إخبار التابعي بما ليس للرأي فيه مجال فلا يعطى حكم المرفوع وخاصة إذا لم يوجد ما يؤيده بل ورد في السنة الصحيحة ما خالفه وذلك ما ورد في قصة استشهاد جعفر بن أبي طالب رضي اللَّه عنه وقول النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "اصنعوا لآل جعفر طعامًا فقد أتاهم ما يشغلهم". رواه أحمد (١/ ٢٠٥)، وأبو داود =

<<  <  ج: ص:  >  >>