للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المكذبين الضالين فنزل من حميم وتصلية جحيم فإذا بشر بذلك كره لقاء اللَّه واللَّه للقائه أكره" (١).

وقال المحقق ابن القيم في كتابه "الروح" من المواضع التي ذكر نعيم القبر وعذابه في القرآن المجيد قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ. .} [الأنعام: ٩٣].

وهذا خطاب لهم عند الموت قطعًا.

وقد أخبرت الملائكة وهم الصادقون أنهم حينئذ يجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون على اللَّه غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون ولو تأخر عنهم ذلك إلى انقضاء الدنيا لما صح أن يقال لهم اليوم تجزون عذاب الهون ومنها قوله تعالى في آل فرعون: {النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا} [غافر: ٤٦] فذكر عذاب الدارين (٢) صرحًا لا يحتمل غيره.

ومنها قوله تعالى: {فَذَرْهُمْ حَتَّى يُلَاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي فِيهِ يُصْعَقُونَ (٤٥) يَوْمَ لَا يُغْنِي عَنْهُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} (٣) [الطور: ٤٥ - ٤٦].


(١) أخرجه الإمام أحمد في المسند (٤/ ٢٥٩ - ٢٦٠) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: حدثني فلان بن فلان سمع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول. . . الحديث.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد (٢/ ٣٢١): "وعطاء بن السائب فيه كلام".
قلت: وقد جاء الحديث بمعناه من طرق أخرى صحيحة من حديث عائشة وعبادة بن الصامت وأبي هريرة وأبي موسى وأنس بن مالك رضي اللَّه عنهم رواها الإمام أحمد في المسند والبخاري ومسلم وغيرهم. انظر: جامع الأصول (٩/ ٥٩٥) وما بعدها.
(٢) في النسختين "الدار" وما أثبت من كتاب الروح لابن القيم (ص ١٠٦) ومنه ينقل المؤلف وهو الصحيح. بدليل قوله تعالى في آخر الآية {وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ}.
(٣) وهذا نهاية ما أورده المؤلف عن ابن القيم. انظر كتاب الروح لابن القيم (ص ١٠٥ - ١٠٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>