للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال في جامع الأصول: "اختلجوا": استلبوا وأخذوا بسرعة".

وقوله: فيحلأون: يعني مبنيًا للمفعول: أي يدفعون عن الماء ويطردون عن وروده، إذا كان بالحاء المهملة ومن رواه بالجيم فهو من الجلاء وهو النفي عن الوطن وهو راجع إلى الطرد" (١).

وفي رواية عند البخاري أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "بينا أنا قائم على الحوض إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال: هلم. قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار واللَّه. قلت: ما شأنهم؟. قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقهرى. ثم إذا زمرة أخرى حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم فقال لهم: هلم. قلت: إلى أين؟ قال: إلى النار واللَّه. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل (٢) النعم" (٣).

وفي الصحيحين من حديث أسماء بنت أبي بكر الصديق رضي اللَّه عنهما قالت، قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "إني على الحوض انتظر من يرد عليّ منكم وسيؤخذ أُناس دوني فأقول يارب مني ومن أمتي فيقال هل شعرت ما عملوا بعدك واللَّه ما برحوا يرجعون على أعقابهم" (٤)

ورواه الشيخان -أيضًا- من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللَّه عنه وزاد: "فأقول سحقًا سحقًا لمن بدل بعدي" (٥).


(١) جامع الأصول (١٠/ ٤٧١).
(٢) همل النعم: النعم الهمل: الإبل الضالة والمعنى أن الناجي منها قليل كهمل النعم. جامع الأصول (١٠/ ٤٧١).
(٣) البخاري (١١/ ٤٧٣) رقم (٦٥٨٧).
(٤) البخاري (١١/ ٤٧٤) رقم (٦٥٩٣) في الرقاق باب في الحوض، ومسلم رقم (٢٢٩٣) في الفضائل باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفته.
(٥) البخاري (١١/ ٤٧٢) رقم (٦٥٨٤) ومسلم رقم (٢٢٩٠) في الفضائل باب إثبات حوض نبينا -صلى اللَّه عليه وسلم- وصفاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>