للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والإنس يستقبل به العرش إحدى كفتيه على الجنة والأخرى على جهنم لو وضعت السموات والأرض في إحداهما لوسعتهن، وجبريل عليه السلام آخذ بعموده ينظر إلى لسانه" (١).

ففي هذا أن أعمال الجن توزن كما توزن أعمال الإنس، وكذلك ارتضاه الأئمة (٢) قاله العلامة الشيخ مرعي في "بهجته" (٣).

قال القرطبي في "تذكرته": المتقون توضع حسانهم في الكفة النيرة وصغايرهم في الكفة الأخرى فلا يجعل اللَّه لتلك الصغائر وزنا وتثقل الكفة النيرة حتى لا ترتفع وترفع المظلمة ارتفاع الفارغة الخالية".

قال: وأما الكفار فيوضع كفرهم وأوزارهم في الكفة المظلمة وإن كان لهم أعمال بر، وضعت في الكفة الأخرى فلا تقاومها إظهارًا لفضل المتقين وذل الكافرين" (٤).

وأخرج البزار والبيهقي في البعث عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يؤتى بابن آدم يوم القيامة فيوقف بين كفتي الميزان يوكل به ملك، فإن ثقل


(١) ذكره الفخر الرازي في تفسيره عند قوله تعالى: {وَالْوَزْنُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الأعراف: ٨] ولم أهتد إلى من أخرجه مسندًا.
(٢) في "ظ" كما قاله.
(٣) وقاله أيضًا في كتابه تحقيق البرهان (ص ٦٤).
(٤) وكل هذه الأقوال وما في حكمها من الأخبار عن يوم القيامة والحساب والجزاء ونحوها من الأمور الغيبية لا تثبت الا بدليل من الكتاب أو السنة الصحيحة. قال ابن عطية في تفسيره: (٧/ ١٣): "ورويت في خبر الميزان آثار عن صحابة وتابعين في هيئته وطوله وأحواله لم تصح بالإسناد، فلم نر للإطاله بها وجها" انتهى.

<<  <  ج: ص:  >  >>