للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وطريق النار المشار إليه بقوله تعالى: {فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ} [الصافات: ٢٣].

ومنهم من حمله على الأدلة الواضحة والمباحات، أو الأعمال الردية ليسأل عنها ويؤاخذ بها (١).

وكل هذا هذيان وخرافات وبهتان، لوجوب حمل النصوص على حقائقها الظاهرة، وليس العبور على الصراط بأعجب من المشي على الماء (٢) أو الطيران في الهواء أو الوقوف فيه (٣).

وقد أجاب -صلى اللَّه عليه وسلم- عن سؤال حشر الكافر على وجهه، بأن القدرة صالحة لذلك (٤).

وأنكر العلامة القرافي (٥) كون الصراط أدق من الشعرة، وأحد من


(١) انظر: شرح المقاصد (٥/ ١١٧ - ١٢١).
(٢) كالطيور المائية وبعض الحيوانات البحرية {وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}.
(٣) كما نشاهده في الطير، كما قال تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى الطَّيْرِ فَوْقَهُمْ صَافَّاتٍ وَيَقْبِضْنَ مَا يُمْسِكُهُنَّ إِلَّا الرَّحْمَنُ} [الملك: ١٩].
(٤) يشير إلى الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي اللَّه عنه أن رجلًا
قال: يا رسول اللَّه, قال اللَّه تعالى {الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ} [الفرقان: ٣٢] أيحشر الكافر على وجهه؟ قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "أليس الذي أمشاه على رجليه في الدنيا قادر على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة".
قال قتادة حين بلغه: بلى وعزة ربنا.
انظر: جامع الأصول (١٠/ ٤٢٦)؛ والدر المنثور (٥/ ٣٤١).
(٥) أحمد بن أبي العلاء إدريس بن عبد الرحمن الصنهاجي المصري شهاب الدين أبو العباس كان إمامًا في الفقه والأصول والعلوم العقلية وله معرفة بالتفسير وتخرج به جمع من الفضلاء وله مصنفات مفيدة تدل على علمه وفضله، توفى سنة أربع وثمانين وستمائة ودفن بالقرافة في مصر.
الديباج المذهب (١/ ٢٣٦)؛ والوافي بالوفيات (٦/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>