للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والحاصل أن إعادة الأجسام حق يجب الإيمان به ثم هذه الإعادة هل هي للعدم المحض، أو التفريق المحض؟

والمشهور أنه جمع متفرق، والأصح أنه إيجاد بعد عدم.

وقد نص عليه علماء السنة، وكذا المعتزلة، وهو مذهب أهل التحقيق وباللَّه التوفيق (١).

فينفخ إسرافيل في الصور (٢) نفخة البعث والنشور كما جاء في الكتاب العزيز المكنون:

{وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ} [يس: ٥١].

وقوله تعالى: {ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: ٦٨].

وقوله تعالى: {فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (٨) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (٩) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ} [المدثر: ٨ - ١٠].

وقوله تعالى: {وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ (٤١) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ. . .} الآيه [ق: ٤١ - ٤٢].

قال المفسرون: المنادي هو إسرافيل عليه السلام ينفخ في الصور وينادي أيتها العظام البالية الأوصال والأوصال المتقطعة واللحوم المتمزقة، والشعور المتفرقة إن اللَّه يأمركن أن تجتمعن لفصل القضاء (٣) وقيل ينفخ إسرافيل وينادي جبريل (٤).


(١) انظر: لوامع الأنوار (٢/ ١٦٠).
(٢) في "ظ" قف على النفخ في الصور.
(٣) قاله كعب الأحبار ومقاتل. انظر: الدر المنثور (٧/ ٦١١) وتفسير ابن كثير والبغوي (٨/ ٥٧).
(٤) تفسير القرطبي (١٧/ ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>