للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيكلم اللَّه تعالى عباده في شأن أعمالهم، وما لها من الثواب وما عليها من العقاب (١) كما ورد ذلك في السنة (الصحيحة المريحة) (٢) ومحكم الكتاب.

قال القرطبي كغيره من أهل العلم: إن اللَّه سبحانه يكلم المسلمين عند الحساب من غير ترجمان (٣) إكرامًا لهم ولا يكلم الكافرين، بل تحاسبهم الملائكة إهانة لهم وتمييزًا لأهل الكرامة (٤) فإذا خلصوا من الحساب وصاروا إما إلى الجنة وإما إلى النار وهي -يعني النار- (٥) دار الكفار بالأصالة. وربما دخلها طوائف من المسلمين من أهل المعاصي وكبائر الذنوب فيعذبون فيها بذنوبهم، ثم تدركهم رحمة أرحم الراحمين وشفاعة النبيين (والصدقين) (٦) فيخرجون منها. . .

والى هذا أشار الناظم بقوله: (وقل) (٧) أيها المؤمن بالقرآن وبالنبي المصطفى سيد ولد عدنان، وبما جاء به من الشريعة الواضحة البرهان الفاضحة


(١) انظر: هذا المعنى في تفسير القرطبي (١/ ٤٣٥)؛ والخازن (١/ ١٣١)؛ ولوامع الأنوار (٢/ ١٧١ - ١٧٢).
(٢) ما بين القوسين ليس في "ظ".
(٣) كما جاء ذلك في الأحاديث الصحيحة من ذلك: ما رواه البخاري ومسلم عن عدي بن حاتم -رضي اللَّه عنه- قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ما منكم من أحد إلا سيكلمه اللَّه يوم القيامة، ليس بينه وبينه ترجمان، ثم ينظر أيمن منه فلا يرى إلا شيئًا قدمه، ثم ينظر أشأم منه فلا يرى إلا شيئًا قدمه، ثم ينظر تلقاء وجهه فتستقبله النار فإن استطاع منكم أن يقي وجهه النار ولو بشق تمرة فليفعل".
انظر فتح الباري (١٣/ ٤٣٣) رقم (٧٤٤٣)؛ ومسلم رقم (١٠١٦).
(٤) انظر: التذكرة للقرطبي (ص ٢٧٢).
(٥) ساقطة من "ظ".
(٦) في الأصل: (والصدقين) والمثبت من "ظ" وهو الصواب.
(٧) كتب هنا في هامش "ظ" بلغ مقابلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>