أحدها: الشفاعة العامة التي يرغب فيها الناس إلى الأنبياء نبيًا بعد نبي حتى يريحهم اللَّه من مقامهم. النوع الثاني: الشفاعة في فتح باب الجنة لأهلها. النوع الثالت: الشفاعة في دخول من لا حساب عليهم الجنة. النوع الرابع: الشفاعة في إخراج قوم من أهل التوحيد من النار. النوع الخامس: في تخفيف العذاب عن بعض أهل النار. ويبقى نوعان يذكرهما كثير من الناس: أحدهما: في قوم استوجبوا النار، فيشفع فيهم أن لا يدخلوها، وهذا النوع لم أقف إلى الآن على حديث يدل عليه. وأكثر الأحاديث صريحة في أن الشفاعة في أهل التوحيد من أرباب الكبائر إنما تكون بعد دخولهم النار، وأما أن يشفع فيهم قبل الدخول فلا يدخلون، فلم أظفر فيه بنص. والنوع الثاني: شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- لقوم من المؤمنين في زيادة الثواب ورفعة الدرجات. وهذا قد يستدل عليه بدعاء النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- لأبي سلمة وقوله: "اللهم اغفر لأبي سلمة وارفع درجته في المهديين". وقوله في حديث أبي موسى: "اللهم أغفر لعبيد أبي عامر وأجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك" انتهى. انظر: فتح الباري (١١/ ٤٣٦)؛ وتهذيب سنن أبي داود (٧/ ١٣٣ - ١٣٤). (١) الذي جزم به القاضي عياض: شفاعته -صلى اللَّه عليه وسلم- في دخول من لا حساب عليه من أمته الجنة، كما ورد في حديث أبي هريرة المتفق عليه، والذي تقدم قبل قليل. للتفصيل: راجع الشفاء للقاضي عياض (١/ ٣٠١)؛ وصحيح مسلم بشرح النووي (٣/ ٣٥ - ٣٦)؛ والخصائص الكبرى للسيوطي (٢/ ٢١٨)؛ وشرح العقيدة الطحاوية (ص ٢٥٢) وما بعدها؛ والتوحيد لابن خزيمة (٢/ ٥٨٨) وما بعدها.