للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه الحالة مجتمعين كما يكون للروح منفردة عن البدن.

وهل يكون النعيم والعذاب للبدن بدون الروح هذا فيه قولان مشهوران لأهل الحديث وأهل الكلام قال: وفي المسألة أقوال شاذة ليست من أقوال أهل السنة (١). . قول من يقول إن النعيم والعذاب لا يكون إلا على الروح وأن البدن لا ينعم ولا يعذب، وهذا قول الفلاسفة المنكرين لمعاد الأبدان وهؤلاء كفار بإجماع المسلمين ويقوله أكثر من المعتزلة وغيرهم من أهل الكلام وإن قالوا بمعاد الأبدان وإنما ينكرون عذاب البدن في البرزخ فقط. ويقولون إن الأرواح هي المنعمة والمعذبة في البرزخ فإذا كان يوم القيامة نعمت الروح والبدن، أو عذبا معا، وهذا قاله طوائف من المسلمين من أهل الكلام والحديث وغيرهم وهو اختيار ابن حزم (٢) وابن مرة (٣) فهو (مرجوح لا باطل) (٤) إلا (٥) أن صاحبه يقر بعذاب القبر وبالقيامة ويثبت معاد الأبدان والأرواح.

والحاصل أن الأقوال الباطلة ثلاثة:

الأول: ما تقدم ذكره من قول الفلاسفة.


(١) كذا في النسختين وفي الروح لابن القيم (ص ٧٢) ولعل هنا كلمة أحدها. . . وهي مثبتة في لوامع الأنوار للمؤلف (٢/ ٢٤).
(٢) انظر الفصل في الملل والأهواء والنحل (٤/ ١١٧) وما بعدها؛ والدرة فيما يجب اعتقاده (ص ٢٨٢) وما بعدها.
(٣) ابن مرة كذا في النسختين وفي الروح لابن القيم أيضًا؛ وفي لوامع الأنوار (٢/ ٢٤٠) أثبت المصحح ابن ميسرة وقال في التعليق: في الأصلين ابن مرة، والتصويب من كتاب الروح مخطوط، وكذ ما يأتي قلت وفي الفتاوى (٤/ ٢٦٢) ابن ميسرة. وقد بحثت عنه فلم أجد له ترجمة.
(٤) كذا في الأصل وفي "ظ" فهو مرجوح باطل.
(٥) كذا في النسختين ولعل الصحيح: "لان صاحبه .. . . ".

<<  <  ج: ص:  >  >>