للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نبئت أن رسول اللَّه أوعدني ... والعفو عند رسول اللَّه مأمول (١).

و (٢) كان قد تناظر في هذه المسألة أبو عمرو بن العلاء (٣) أحد القراء السبعة وعمرو بن عبيد المعتزلي رفيق واصل بن عطاء فقال عمرو بن عبيد: يا أبا عمرو لا يخلف اللَّه وعده وقد قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ} [النساء: ٩٣] فقال أبو عمرو: ويحك يا عمرو من العجمة أتيت إن العرب لا تعد إخلاف الوعيد ذمًا، بل جودًا وكرمًا، أما سمعت قول الشاعر (٤):

ولا يرهب ابن العم ما عشت صولتي ... ولا أختتي (٥) من صولة المتهددِ

وإني إن أوعدته أو وعدته ... لمخلف إيعادي ومنجز موعدي


(١) البيت من لاميته المشهورة التي قالها يمدح فيها النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- ويعتذر عما بدر منه وهو في ديوانه (ص ١٠٩).
(٢) في "ظ": وقد كان تناظر. . .
(٣) أبو عمرو بن العلاء: اسمه زبان على الأصح ابن عمار بن العريان، وقيل ابن العلا بن عمار بن عبد اللَّه بن الحصين المازني المقرئ النحوي البصري مقرئ أهل البصرة، ولد بمكة سنة ثمان وستين ونشأ بالبصرة، ومات بالكوفة وإليه انتهت الإمامة في القراءة بالبصرة، توفى سنة أربع وخمسين ومائة هـ.
معرفة القراء الكبار للذهبي (١/ ١٠٠)؛ ووفيات الأعيان (٣/ ٤٦٦)؛ والبداية (١٠/ ١١٣).
(٤) البيتان لعامر بن الطفيل كما في لسان العرب (١/ ٥٦)؛ وتاج العروس (١/ ٢٠٧) (ختأ) و (وعد)
وانظر نص المناظرة في مجالس العلماء للزجاجي (ص ٦٢ - ٦٣)؛ وفي سير أعلام النبلاء (٦/ ٤٠٨ - ٤٠٩).
(٥) في المخطوطتين: يختشي وصوابه من المصادر.
ومعنى أختتي: أذل وأخاف.

<<  <  ج: ص:  >  >>