أحدهما: أن تكون استفهاما والعامل فيها " يدعون " كأنه قال: أيهم يدعون؟
وينصب " أيهم " ب " يدعون " ويجوز أن يكون منصوبا ب " يعلم ".
ويكون بمعنى " الذي " و " يدعون " صلتها. كأنه قال: الذين يدعون من دونه من شيء. ولا يجوز:" أحقا أنه لذاهب " ولا: يوم الجمعة أنه لذاهب. لأن:" حقا "" ويوم الجمعة " في مذهب الظرف، ولا يجوز نصبها بما بعد " أن " لأنه لا يعمل فيما قبل " أن " وإنما تنصبها كما تنصب: " خلفك زيد ". ولا يجوز: خلفك أن زيدا ذاهب. وإنما يقال:" خلفك أن زيدا ذاهب " كما يقال: خلفك ذهاب زيد. فإذا لم يجز: خلفك أن زيدا قائم فقولك: " خلفك أن زيدا لقائم " أبعد في الجواز لمنع اللام اتصال ما قبلها بما بعدها. ولا يجوز: أحقا أنه لذاهب بفتح " أن " مع اللام لأن اللام ما بعدها جملة مستأنفة.
ولا يجوز: وعدتك أنك لخارج. لأن مفعولي " وعدت " أحدهما غير الآخر. ولا تلغى كإلغاء " حسبت " وأخواتها. لأنك إذا قلت: زيدا حسبت منطلقا. جاز أن تلغى " حسبت " فتقول: حسبت منطلق. ولو لم يذكر:" حسبت " لجاز أن تقول: زيد منطلق.
والمفعول الثاني من باب: حسبت وأخواتها خبر عن المفعول الأول يجوز أن تقع في موضعه الأفعال والظروف والجمل. كقولك: حسبت زيدا أنه قائم وحسبت أبوه لخارج، وحسبت لزيد خير منك، ولا يجوز شيء من هذا في: وعدت. لأن أصل " وعدت " أن يتعدى لمفعولين أحدهما غير الآخر وليس بخير. وأصل المفعول الثاني منه أن يكون بالباء استخفافا فتقول: وعدت زيدا دينارا وثوبا. ووعدته الخروج والمعونة ولا يجوز: وعدته لزيد قائم. ولا: وعدت أيهم في الدار. كما جاز في " حسبت " ولا وعدت لزيد قائم " ولا: وعدتك أنك لقائم ". و " لا: وعدتك أنت قائم " كما يجوز: حسبتك لا أبوك قائم وحسبتك أنك قائم وحسبتك أنت قائم.
وإنما يجوز في موضع المفعول الثاني من " وعدت "" أن " المفتوحة بالباء وغيرها كقولك وعدتك أنك تعان ووعدتك أن الغلام لك. كما قال الله عز وجل: وَإِذْ