للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كم نالني منهم فضلا على عدم ... إذ لا أكاد من الإقتار أحتمل (١)

وإن شاء رفع فجعل كم المرار التي ناله فيها الفضل، فارتفع الفضل ب (نالني) كقولك: كم قد أتاني زيد، فزيد فاعل وكم مفعول فيها وهي المرار التي أتاه فيها.

وليس زيد من المرار، وقد قال بعض العرب.

كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد حلبت علىّ عشار

وقال الآخر:

كم قد فاتني بطل كميّ ... وياسر فتية سمح هضوم (٢)

فجعل (كم) مرارا كأنه قال: كم مرة قد حلبت علي عماتك.

وقال ذو الرمة ففصل بين الجار والمجرور:

(كأنّ أصوات من أيغالهنّ بنا ... أواخر الميس أصوات الفراريج (٣)

وقد يجوز في الشعر أن تجر وبينها وبين الاسم حاجر: فتقول: كم فيها رجل.

كما قال الأعشى:

إلا علالة أو بداهة قارج بهذا الجزارة (٤)

فإن قال قائل: أضمر (من) بعد (فيها) قيل له ليس في كل موضع يضمر الجارّ، ومع ذلك إن وقوعها بعد (كم) أكثر.

وقال: يجوز على قول الشاعر:

كم بجود مقرف نال العلا ... وكريم نجله قد وضّعه (٥)

الجر والرفع والنصب على ما فسرنا. كما قال:

كم فيهم ملك أغر وسوقة ... حكم بأردية المكارم مرتدي (٦)

وقال:


(١) البيت في ديوانه ٣٠، وابن يعيش ٤/ ١٣١، الدرر ١/ ٢١٢.
(٢) البيت منسوب إلى الأشهب بن رميلة في الكتاب ١/ ٢٩٥، المقتضب ٣/ ٦٢.
(٣) البيت في ديوانه ٧٦، ابن يعيش ٣/ ٧٧، ٤/ ١٣٢.
(٤) البيت في الخزانة الشاهد ٢٣، الخصائص ٢/ ٤٠٧.
(٥) البيت منسوب إلى أبي الأسود الدؤلي بالخزانة الشاهد ٤٨٩ / ابن يعيش ٤/ ١٣٢، الدرر ١/ ٢١٢.
(٦) البيت للفرزدق وليس في ديوانه، ابن السيرافي ١/ ٣٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>