[٣٧٠٨] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم -: (فكأنما تسفهم المل).
يقال: سففت الدواء بالكسر واسففته: إذا أصبت منه غير ملتوت، وأسففته غيري أيضا.
والمل: التربة المحماة-قاله الأزهري- تدفن فيها الخبزة ثم يهال عليها.
وقال القتيبي: المل الجمر.
قلت: والتربة المحماة والرماد، الذي] ١٥٨/أ [فيه قوة من النار أشبه بالاستفاف، فإن الجمر وما كان مثله في الجرم لا يستعمل فيه الاستفاف، يقال استف الرمل، ولا يقال استف الحجر.
وقال أصحاب الغريب في معناه: إنهم اذا لم يشكروك فإن عطاءك إياهم حرام عليهم، ونار في بطونهم، قلت: والأشبه به والأمثل فيه أن يقال: إحسانك إليهم إذا كانوا يقابلونه بالإساءة، يعود وبالا عليهم، حتى كأنك في إحسانك إليهم مع إساءتهم إياك أطعمتهم النار؟
(ومن الحسان)
] ٣٧٠٩ [حديث ثوبان -رضي الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لا يرد الدعاء إلا القدر) الحديث.
قلت: معنى رد القدر أن يهون عليه الأمر المقدور حتى يصير كأنه قد رد. وتحمل الزيادة في العمر معنى البركة فيه، ويحتمل أن يكون المراد من القدر: الأمر الذي كان يقدر لولا دعاؤه، ومن العمر: العمر الذي كان يقصر لولا بره، فيكون الدعاء والبر [سببان] من أسباب