وفيه:(يجر قصبه في النار) القصب بالضم المعي. قال تعالى:{وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم}.
ولعله كوشف من سائر ما كان يعاقب به في النار يجر قصبه في النار؛ لأنه استخرج من باطنه بدعة جر بها الجريرة إلى قومه، والله أعلم.
[٣٩٨٦] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث زينب بنت جحش- رضي الله عنها-: (إذا كثر الخبث) يريد به الفسق والفجور. والعرب تقول للزنا وتدعوه خبثا وخبثة.
[٣٩٨٧] ومنه حديث [أبي مالك الأشعري] رضي الله عنه أنه قال: (ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحر ...) الحديث
الحر: بتخفيف الراء: الفرج. قال الأصمعي: أصله حرح، فنقصوا في الواحد وأثبتوا في الجمع فقالوا: أحراح.
قال الراجز:
في قبة موقرة أحراحا
وقيل: حرون، كما قالوا: لدون في جمع المنقوص، والواحد حرة، وقد صحف هذا اللفظ في كتاب المصابيح، وكذلك صحفه بعض الرواة من أصحاب الحديث فحسبوه الخز بالخاء والزاي المنقوطتين، والخز لم يحرم حتى يستحل.
وفي الحديث الصحيح أن النبي - صلى الله عليه وسلم - خطب وعلى رأسه عمامة خز، والنهي الذي في الخز إنما هو في ركوبه وفرشه للوطء؛ لأنه من الإسراف الذي يتعاطاه المترفون.
وأما لبسه فلم يرد فيه نهي، ولقد وجدت من الناس من اغتر بخط من كان [١٦٩/ب] يعرف بعلم الحديث وحفظه فقد كان قيده بالخاء والزاي المنقوطتين حتى يثبت له أنه صحف أو اتبع رواية بعض من لم يعلم.
وقد ذكر الحافظ أبو موسى هذا اللفظ من هذا الحديث في كتابه الموسوم (بالمجموع المغيث) في باب الحاء، وفسره على نحو ما فسرناه، ولم يرو فيه خلافا.
وفيه:(والمعازف) المعازف: الملاهي، والعازف: اللاعب بها، وقد عزف عزفا كأنه أخذ من عزف السحاب، وعزفت الجن. والعزيف: صوت الجن، وعزيف الرعد: دويه.