التحديد لافتقر أن يأتي في بيانه بذكر موضع لا معلم به لأحد، فلم يكد يتحقق [١٨٨/ب] عند السامع مقداره.
فإن قيل: أو لم يكف في بيانه على وجه التحديد بما أتى به من ذكر مسيرة شهر؟
قلنا: وذلك أيضاً من باب التقريب؛ لاختلاف أحوال الناس في السير؛ فإن منهم من يقطع في الشهر من المسافة ما لا يقطع غيره في الشهرين، وأقصى ما يقدر فيه الغالب، وذلك أيضاً من باب التقريب.
وفيه:(نعم لكم سيماء). سيماء: أي علامة. وفي معناه سيميا.
وفيه:(يغث فيه). أي: يدفق دفقاً متتابعاً دائماً. والأصل فيه أن تتبع القول القول والشرب الشرب.
(ومن الحسان)
[٤٢٠٨] قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث ثوبان- رضي الله عنه-: (ولا يفتح لهم السدد) السدد: الأبواب.
ومنه حديث أم سلمة- رضي الله عنها- أنها قالت لعائشة:- رضي الله عنها-: (إنك سدة بين النبي - صلى الله عليه وسلم - وأمته). أي: باب، فمتى أصيب ذلك الباب بشيء انتهل الخلل منه إلى حريمه.