للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(سبط القصب) والسبط: الممتد الذي ليس فيه تعقد ولا نتو، وفي معناه (شثن الكفين)، أي: غليظهما، قال أبو عبيد: يعني أنهما إلى الغلظ والقصر، وقال غيره: هو الذي في أنامله غلظ بلا قصر.

قلت: والشثن مستعمل أيضا في كلامهم في خشونة الجلد، قال الشاعر:

وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبى أو مساويك إسحل

ذكل الشثن في البيت في مقابلة الناعم، ولا محمل له في الحديث إلا على غلظ العضو في الخلقة، لما صح عن أنس أنه قال: (ولا مست ديباجة ولا حريرة ألين من كف رسول الله).

قلت: وقد سلكنا في تفسير قوله: (وكان سبط الكفين) مسلك من تقدمنا، متبعا لهم، ولو ذهب ذاهب إلى أنه كناية عن الجود فلا مطعن فيه؛ لأن العرب تقول للبخيل: هو جعد الكف، وفي ضده: سبط الكف.

[٤٣٧٤] ومنه حديث أبي الطفيل عامر بن واثلة الليثي- رضي الله عنه-: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كأن أبيض مقصدا).

المقصد: الذي ليس بجيم ولا قصير، وقال شمر: هو القصد من الرجال نحو الربعة.

[٤٣٧٦] ومنه قول أنس- رضي الله عنه- في حديثه: (إذا مشى تكفأ) قيل: تمايل إلى قدام كما تتكفأ السفينة في جريها، من قولهم: أكفأته وكفأته إذا أماله يقال: كفأته فانكفأ وتكفأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>