وجه التخصيص في الحديث بقوله:(غيري وغيرك) فإن قيل: لأنه لم يكن لهما مما عبر المسجد. قلنا: لم يذكر ذلك في الشيء من النقل المعتد به.
وذكر أصحاب التفاسير في سبب نزول الآية أن رجالا من [٣٣٩] الأنصار كانت أبوابهم في المسجد، فتصيبهم الجنابة، ولا يجدون ممرا إلا في المسجد فرخص، إن صح هذا، ولا أراه يصح، ولا دلالة فيه على هذا التأويل، فإن الرخصة في الشرع لا تختص بأحد من الأمة دون آخرين.
وقد صح عن علي- رضي الله عنه- أنه قال:(والله، ما خصنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيء دون الناس) ثم إن نبي الله - صلى الله عليه وسلم - كان أحق الناس بتعظيم بيوت الله ومحال عبادته، فكيف يحل لنفسه ولعلى استطراق المسجد جنبا، ويحرمه على من دونهما.