[٥٦٤ - ٥٦٩] ومنه: حديث أبي هريرة- رضي الله عنه:(كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في الفجر يوم الجمعة بـ {آلم* تنزيل} في الركعة الأولى، وفي الثانية {هل أتى}.
قلت: قوله: (كان) لا يقتضي أنه كان يقرأ بهما في صلاة الفجر من يوم الجمعة على الدوام والاستمرار؛ وإنما الوجه أن يقال: كان يقرأ بهما وقتا دون وقت أو كان يقرأ بهما على الأغلب من أحواله.
وعلى هذا الوجه يفسر حديث أبي واقد الليثي- رضي الله عنه:(سأل عمر بن الخطاب- رضي الله عنه أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ ٨٥/أرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأضحى والفطر؟ .. الحديث)؛ لئلا يقع التضاد بينه وبين حديث النعمان بن بشير- رضي الله عنه:(كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في العيدين وفي الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية} وبين حديث النعمان وحديث بن عباس وأبي هريرة- رضي الله عنهم: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ في صلاة الجمعة بسورة الجمعة والمنافقين. وعلى هذا الوجه يأول حديث ابن عباس: (كان يقرأ في ركعة الفجر {قولوا آمنا} ... الحديث) وحديث أبي هريرة قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في ركعتي الفجر:{قل يا أيها الكافرون}، {قل هو الله أحد}.