والقصم: الحَطم والكسر، ومنه رجل قًصمٌ: يَحطم ما لقى يقول الله تعالى: {وكم قصمنا من قرية كانت ظالمة} أي حطمناها وهشمناها وذلك عبارة عن الهلاك ويسمى الهلاك قاصمة الظهر.
وفيه (وهو حبل الله المتين) الحبل يستعار للوصل ولكل ما يتوصل به إلى شيء فحبل الله هو الذي إذا توصل به المتمسك أداه إلى [جوار القوى ........].
وفيه (وهو الذكر الحكيم) الذي ذكر من أسماء القرآن قال الله تعالى {أؤنزل عليه الذكر من بيننا} سمى به؛ لأنه لا يزال يذكر ويذكر به المنزل عليه والمؤمن به والعامل والتالي فيفيده [التثبيت] ويكسبِه [الزين] قال الله تعالى: {ص والقرآن ذي الذكر} أي ذي الصّيت والشرف، ولفظ الحكيم دال على معنيين: المحكم نحو {أُحكمت آياته}، والمتضمن للحكمة فهو محكم ومفيد حكمة.
وفيه (لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسنة) أي لا تميل به الأهواء المضلة عن نهج الإستقامة وذلك إشارة إلى تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين (ولا تلتبس به الألسنة) أي لا تصرفه وتُغيّره عما هو عليه فيختلط كلام الرب بكلام المربوبين ويلتبس الحق بالباطل. والالتباس: الاختلاط والاشتباه ومعنى الفصل راجع إلى بيان ما تكفل الله به لنبيه من صيانة هذا الكتاب عن التحريف والإضاعة قال الله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لحافظون}.
وفيه (لا يخلق عن كثرة الرد) خلُق الشيء - بالضم - خلوقة أي: بلى، [وكذا في المضارع] وأخلق الثوب مثله. والذي نعرفه من طريق الرواية فتح الياء وضم اللام، وضم الياء وكسر اللام منه صحيح من طريق اللغة ولم نَدرِ أوردت به الرواية أم لا. وأراد (بكثرة الرد) كثرة [١٧٦/أ] ترداده على ألسنة التالين وآذان السامعين كرَّةى بعد أخرى والمعنى لا يذهب رونقه كثرة الاستعمال فلا يزال غضّاً طريّاً كما أنزل لا [تَمجّه] الآذان، ولا تسأم منه القلوب، كالذي يكون من كلام الناس. وهذه إحدى الآيات المشهودة عن هذا الكتاب الكريم المبارك.
[١٤٨٣] ومنه: حديث عقبه بن عامر (رضي الله عنه) عن النبي عليه السلام: (لو كان القرآن في إهاب ما مسَّته النار) المعنى لو قدّر أن يكون القرآن في إهاب ما مست النار ذلك الإهاب لبركة مجاورته القرآن فكيف بالمؤمن الذي تولى حفظه وقطع بتلاوته ليله ونهاره. والإهاب: الجلد الذي لم يُدْبَغ. وإنما ضرب