العشرة، وقال الجوهري: الرهط: ما دون العشرة من الرجال، لا يكون فيهم امرأة، وليس له واحد من لفظه، وإنما جاز تمييز الثلاثة بالرهط؛ لأنه في معنى الجماعة، فكأنه قال: ثلاثة أنفس، وقد وجدت في بعض تعليقات أصحاب الحديث أن الرهط الثلاثة علي وعثمان بن مظعون وعبد الله بن رواحة- رضي الله عنهم ولا أثبته رواية فيه:(كأنهم تقالوها) أي: رأوها قليلا، ولم أجد هذا البناء بصيغته في شيء من كتب اللغة وهو وارد في هذا الحديث، وفي حديث آخر كان الرجل يتقالها) أي: يستقلها.
[١٠٢] ومنه حديث أبي موسى رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال:(إنما مثلي ومثل ما بعثني الله به ... الحديث) وفيه: (وإني أنا النذير العريان) هذا مثل سائر بين العرب قبل المبعث، وإنما تكلم به النبي - صلى الله عليه وسلم - ضربا للمثل وفي قوله:(وإني أنا النذير) تنبيه على أنه هو المستحق لضرب هذا المثل له وهو الذي يختص في لإنذاره بالصدق الذي لا شبهة فيه وهو الذي يحرص حقا على خلاص قومه، وقد اختلف في أصل هذا المثل ومعناه، فمن قائل: إن الرجل كان إذا رأى العدو، وقد هجمت على قومه، والغارة قد فجئتهم، تجرد من ثيابه ولوح بها؛ لينذر قومه وينبئهم أن قد فجئهم أمر، وأرى هذا القول أمثل الأقاويل، ومن قائل إن امرأة رقبة بن عامر البهراني، لما أتت الشام من الحيرة منذرة قومها بهرا من الشهباء والدوسر كتيبتي المنذر بن ماء السماء، قالت لهم: أنا النذير العريان، فأرسلتها مثلا، وخص العريان بالذكر؛ لأنه أبين للعين، ومن قائل: إن النذير العريان رجل من خثعم، حمل عليه عوف بن عامر، يوم ذي الخلصة،