للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أبي عُبيد، وأقربُ وأصوبُ، والله أعلم. انتهى كلام أبي عمر (١).

وقال الجَوهَريُّ: "عقَّ عن وَلَدهِ يَعُقُّ عقًّا: إذا ذبح عنه يوم أُسبوعِه، وكذلك إذا حلق عقيقتَه" (٢).

فجعل العقيقةَ لأمرينِ، وهذا أَوْلَى. والله أعلم.

وأمَّا قولُه في الحديث: "لا أُحبُّ العُقُوقَ" فهو تنبيهٌ على كراهة ما تَنْفِرُ عنه القلوبُ من الأسماء، وكان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - شديدَ الكراهةِ لذلك جدًّا، حتى كان يغيِّر الاسمَ القبيحَ بالحَسَن، ويتركُ النُّزولَ في الأرض القبيحةِ الاسمِ، والمرورَ بين الجبلَيْنِ القبيحِ اسمُهُمَا، وكان يحبُّ الاسمَ الحَسَنَ والفَأْلَ الحَسَنَ (٣).

وفي "الموطَّأ": أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - قال ـ لِلَقْحَةٍ ـ: "مَنْ يَحْلُبُ هذه؟ " فقام رجلٌ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ما اسْمُكَ؟ " فقال: له الرجل (٤): مُرَّة، فقال له رسول الله


(١) التمهيد لابن عبدالبر: ٤/ ٣١١.
(٢) الصحاح للجوهري: ٤/ ١٥٢٨. وانظر: معجم مقاييس اللغة: ٤/ ٣، لسان العرب:١٠/ ٢٥٥، القاموس المحيط: ٣/ ٢٥٨.
(٣) انظر: زاد المعاد: ٢/ ٣٣٤ وما بعدها.
(٤) ساقطة من "أ".

<<  <  ج: ص:  >  >>