للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أذُنهِ اليُسْرَى، رُفِعَتْ عنه أمُّ الصِّبْيانِ" (١).

و (الثالث): ما رواه أيضًا من حديث أبي سعيد، عن ابن عبَّاس، أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أذَّن في أذُن الحَسَنِ بنِ عليٍّ يومَ وُلِدَ، وأقامَ في أُذنِه اليُسْرَى (٢). قال: "وفي إسنادهما ضعف".

وسرُّ التأذين ـ والله أعلم ـ أن يكون أولَ ما يقرعُ سَمْعَ الإنسانِ كلماتُه المتضمِّنةُ لكبرياء الربِّ وعظمتِهِ، والشهادةُ التي أوَّلُ ما يَدخلُ بها في الإسلامِ، فكان ذلك كالتَّلقينِ لهُ شعارَ الإسلامِ عند دخولِه إلى الدُّنيا، كما يُلَقَّنُ كلمةَ التوحيدِ عند خُرُوجِهِ منها (٣).

وغيرُ مُسْتَنْكَرٍ وصُولُ أثر التأذينِ إلى قلبِه وتأثُّرُهُ به وإنْ لم يَشْعُرْ، مع ما في ذلك من فائدة أخرى، وهي: هروبُ الشَّيطانِ من كلماتِ


(١) رواه البيهقي في شعب الإيمان: ١٥/ ٩٩، وأبو يعلى في المسند برقم (٦٧٨٠)، وابن السُّني في عمل اليوم والليلة، برقم (٦٢٤). وهو حديث موضوع. قال الهيثمي في المجمع ٤/ ٥٩: "رواه أبو يعلى، وفيه مروان بن سالم الغفاري وهو متروك". انظر: سلسلة الأحاديث الضعيفة للألباني: ١/ ٣٣ برقم (٣٢١). و"أم الصبيان": الريح التي تعرض لهم، فربما غشي عليهم منها.
(٢) رواه البيهقي في شعب الإيمان: ١٥/ ١٠١. قال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة: ١٣/ ٢٧١: "فيه رجلان يضعان الحديث".
(٣) عن أبي هريرة وأبي سعيد الخدري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "لقّنوا موتاكم لا إله إلا الله". رواه مسلم في الجنائز، باب تلقين الموتى لا إله إلا الله: ٢/ ٦١٣ برقم (٩١٦ و ٩١٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>