للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَجْهَ لما قال أبُو عُبَيْدٍ (١).

قال أبو عُمَرَ (٢): واحتجَّ بعضُ المتأخِّرينَ لأَحمدَ في قوله هذا، بأن قال: ما قاله أَحمد من ذلك فمعروفٌ في اللغة، لأنه يقال: عقَّ: إذا قطع، ومنه: عقَّ والدَيْه: إذا قطعهما.

قال أبُو عُمَر: ويشهد لقول أَحمدَ قولُ الشَّاعرِ:

بِلَادٌ بِهَا عَقَّ الشَّبَابُ تَمَائِمَهُ ... وَأَوَّلُ أَرْضٍ مَسَّ جِلْدِي تُرَابُهَا (٣)

يريد: أنه لما شبَّ قُطِعَتْ عنه تمائمه.

ومِثْلُ (٤) هذا قولُ ابنِ مَيَّادَةَ:

بِلَادٌ بِهَا نِيْطَتْ عَليَّ تَمَائِمِي ... وَقُطِّعْنَ عَنِّي حِيْنَ أَدْرَكَنِي عَقْلي (٥)

قال أبُو عُمَر: وقول أَحمد في معنى العَقِيقَة في اللغة أَوْلَى من قول


(١) انظر: مسائل الإمام أحمد، برواية عبدالله، ٢٦٧ ـ ٢٦٨، التمهيد لابن عبدالبر: ٤/ ٣٠٨.
(٢) التمهيد: ٤/ ٣١٠.
(٣) البيت لرقاع بن قيس الأسدي. وهو من شواهد اللسان: ٧/ ٤١٨ و ١٢/ ٧٠، ونسب إلى غيره.
(٤) من قوله: ومثل هذا .. إلى آخر البيت ساقط من "أ".
(٥) البيت في الأغاني: ٢/ ٣١٠، وفي اللسان: ١/ ٦٩، و ٧/ ٤١٨. وابن ميادة: هو أبو شرحبيل، الرماح بن يزيد. وميادة أمه. انظر: الشعر والشعراء لابن قتيبة: ٢/ ٦٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>