للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عطاء: شِدَّة بعد شِدَّة.

والطَّبَقُ والطَّبَقَةُ: الحال. ولهذا يقال: كان فلان على طبقات شتى.

قال عَمْرو بن العاص: لقد كنت على طبقات ثلاث، أي أحوال ثلاث (١).

قال ابن الأعرابي: الطَّبَق: الحال على اختلافها (٢).

وقد ذكرنا بعض أطباق الجنين في البطن من حين كونه نطفةً إلى وقت وِلَاده. ثم نذكر أطباقه بعد ولادته إلى آخرها، فنقول:

الجنين في الرَّحِم بمنزلة الثمرة على الشجرة في اتِّصالها بمحلِّها اتصالًا قويًّا، فإذا بلغت الغاية لم يبق إلا انفصالها لثقلها وكمالها وانقطاع العروق الممسكة لها، فكذا الجنين تُنتهك عنه تلك الأغشية وتنفصل العروق التي تمسكه بين المَشِيمَةِ والرَّحِم، وتصير تلك الرُّطوبات المزلقة، فتُعِينُه بإزلاقها وثقله وانتهاك الحجب وانفصال العروق على الخروج، فينفتح الرَّحم انفتاحًا عظيمًا جدًّا، ولا بدَّ من انفصال بعض المفاصل العظيمة، ثم تلتئم في أسرع زمان.

وقد اعترف بذلك حُذَّاق الأطباء والمشرِّحين، وقالوا: لا يتمُّ ذلك


(١) انظر الأقوال في: تفسير الطبري: ٢٤/ ٣٢٦ ـ ٣٢٧، وتفسير البغوي: ٨/ ٣٧٦، والدر المنثور للسيوطي: ١٥/ ٣٢٢ ـ ٣٢٥.
(٢) انظر: لسان العرب: ١٠/ ٢١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>