للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفيه أيضاً نظر، وقد كان طائفة من السَّلف؛ كابن عمر (١) والربيع بن خثيم (٢) يستحبَّان الصَّدقة بما يشتهيانه من الأطعمة؛ وإن كان المسكين ينتفع بقيمته أكثر (٣)؛ عملاً بقوله تعالى: {لن تنالوا البرَّ حتَّى تنفقوا ممَّا تحبون}، وهذا (٤) في العتق أولى مع قول النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: «خَيْرُ الرِّقَابِ أَنْفَسُهَا عِنْدَ أَهْلِهَا وَأَغْلَاهَا ثَمَنًا» (٥)، والله أعلم.


(١) من ذلك: ما أخرجه أبو داود في الزهد (٣٠٥)، عن حمزة بن عبد الله بن عمر، قال: قال ابن عمر رضي الله عنهما: «خطرت على قلبي هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}، ففكرت فيما أعطاني الله، فلم يكن شيء أحب إلي من رميثة، فهي حرة لوجه الله تعالى، فلولا أن أكره أن أعود في شيء جعلته لله لنكحتها»، ثم أنكحها نافعًا مولاه.
وأخرج أحمد في الزهد (١٠٧٨)، عن مجاهد قريبًا من ذلك.
(٢) من ذلك: ما أخرجه أحمد في الزهد (١٩٣٤)، عن عبد الله بن زبيد، عن الربيع بن خثيم، أنه جاءه سائل يسأل قال: فخرج إليه في ليلة باردة، قال: فإذا هو كأنه مقرور، فنزع بُرْنُسًا له فكساه، - كان يزعم أنه من خز - فأعطاه إياه، ثم تلا هذه الآية: {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}.
والربيع بن خثيم: هو ابن عائذ، أبو يزيد الثوري، الكوفي، الإمام، العابد، أحد الأعلام، أدرك زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأرسل عنه، وهو قليل الرواية، إلا أنه كبير الشأن، وكان يعد من عقلاء الرجال، توفي سنة ٦٥ هـ. ينظر: تهذيب الكمال ٩/ ٧٠، سير أعلام النبلاء ٤/ ٢٥٨.
(٣) جاء في هامش (ن): (ويطلب فائدة قوله أيضًا وفائدة ما حكاه عن السلف، ومناسبته لهذه المسألة).
(٤) في (أ): هذا.
(٥) أخرجه البخاري (٢٥١٨)، ومسلم (٨٤)، من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

<<  <  ج: ص:  >  >>