بين الحين والآخر تَرِد نعم كبيرة على العبد مثل زيادة في الرزق، ونجاح في عمل أو دراسة، شراء بيت جديد، تغيير أثاث المنزل.
عند ذلك تجد النفس أمامها فرصة ومجالًا واسعًا للاستعظام، والفخر، والشعور بالتميز عن الآخرين بهذه النعم .. فماذا نفعل كي نغلق هذا الباب أمامها؟
علينا أن نسارع بشكر الله عز وجل وذلك من خلال:
١ - سرعة ربط النعمة بالنعم - سبحانه وتعالى - وحمده عليها، كما قال تعالى لنوح عليه السلام:{فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[المؤمنون: ٢٨].
٢ - سجود الشكر الفوري بعد ورود النعمة: وإطالة هذا السجود، ومناجاة الله فيه، واعترافنا بفضله علينا، وأنه لولا كرمه وجوده سبحانه ما حصلنا على هذه النعمة.
عن سعد بن أبي وقاص، رضي الله عنه، قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة نريد المدينة، فلما كنا قريبًا من عزوراء (موضع قريب من مكة) نزل ثم رفع يديه، فدعا الله ساعة، ثم خر ساجدًا، فمكث طويلًا، ثم قام فرفع يديه ساعة، ثم خر ساجدًا - فعله ثلاثًا - وقال:" إني سألت ربي، وشفعت لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأمتي، فأعطاني ثلث أمتي فخررت ساجدًا لربي شكرًا، ثم رفعت رأسي، فسألت ربي لأمتي - فأعطاني الثلث الآخر، فخررت ساجدًا لربي " رواه أبو داود.
ويوضح ابن القيم أهمية الشكر الفوري لله عز وجل بعد ورود النعم فيقول: حدوث النعمة يوجب فرح النفس وانبساطها، وكثيرًا ما يجر ذلك إلى الأشر