فلا نجاة لأحد إلا برحمة ومدد من الله عز وجل ... وبهذا أخبر نوح - عليه السلام - ابنه {وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ}[هود: ٤٢، ٤٣].
[عبودية صفة القيومية]
مما لاشك فيه أن كثرة التفكر في هذه الصفة من شأنها أن تشعر العبد بعظيم حاجته لربه في كل أموره وأحواله، وعند كل قول أو فعل. وتجعله كذلك ينسب أي خير هو فيه لله عز وجل، وأنه لا غنى له عنه طرفة عين.
ومن ثمار اليقين بهذه الصفة أيضًا: دوام الاستعانة بالله وحسن التوكل عليه في كل ما يريد العبد القيام به {وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[هود: ٨٨].
[وسائل المعرفة]
أهم وسائل التعرف على هذه الصفة هي القرآن والكون.
- فمن خلال قراءتنا للقرآن علينا أن نبحث عن هذه الصفة وآثارها في الكون، كما سيأتى بيانه بمشيئة الله في فصل العلاج بالقرآن.
- أما في الكون: فيمكننا التعرف على آثار هذه الصفة من خلال رؤية الأشياء بعد توقف الإمداد الإلهي عنها وكيف تكون قيمهتا؟! فعلى سبيل المثال: جريان السفن في البحر يتم بقيومية التعهد والرعاية والحفظ من الله عز وجل، فإذا انقطع عنها هذا المدد توقفت في عرض البحر بلا حراك ولا حول ولا قوة {أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}[لقمان: ٣١].
- وعلى مستوى الفرد: فوقوع العبد في الذنب يعكس توقف إمداد العصمة