فالمدرس يقدِّم نفسه للآخرين لتدريس المادة الصعبة التي أعيت غيره.
وربة المنزل تقدِّم نفسها لعمل هذا النوع من الطعام الذي لا يُحسنه غيرها.
وصاحب الدعوة يُقدم نفسه لمناظرة فلان الذي يُثير الشبهات، ولسان حاله يقول: دعوه لي، فأنا أعرف كيف أتعامل مع هؤلاء ... وهكذا.
[صعوبة التلقي من الغير أو قبول النصيحة]
من مظاهر (الأنا) أو تقديس الذات: عدم قدرة صاحبها على قبول النقد بسهولة في الشيء الذي يرى نفسه فيه، وكذلك عدم القدرة على الاستماع أو التلقي من الآخرين، أو قبول النصح منهم، وبخاصة في الأمور التي يشعر فيها بتميزه ونبوغه.
فمدرس اللغة العربية يصعب عليه تلقي معلومة في البلاغة مثلًا من شخص ليس في مجاله، وكذلك معلم القرآن، والمهندس، والطبيب، ... .
لذلك نجد الحوار بين هؤلاء وبخاصة الأقران منهم كحوار الطرشان، لا يسمع أحد منهم لأحد ..
ومن صور ذلك أيضًا الاستنكاف عن سؤال الغير في شيء لا يعرفه، وبخاصة إذا ما كان أصغر منه سنًا أو جاهًا أو خبرة.
[استصغار الآخرين]
ومن مظاهر تقديس النفس كذلك: انتقاص الآخرين، ورؤية النفس دائمًا أعلى وأفضل منهم، وبخاصة في الجزئية المتضخمة عنده سواء كانت في حسب أو نسب أو مال، أو ذكاء، أو ألقاب ....
فتراه يأنف من التعامل أو التواد مع من هم أقل منه في المستوى .. فإن كان من أصحاب الألقاب صعبت عليه مصاحبة مساعديه ومن هم أقل منه رتبة .. وإن كان من أصحاب الأموال صعب عليه الجلوس مع الفقراء .. وإن كان من أصحاب الجاه عزَّت عليه مصاحبة المساكين ...