هناك بعض الأمور التي تلتبس علينا فنشعر بالتناقض بينها وبين مفهوم استصغار النفس وإزالة صور الكبر وتضخم الذات.
ومن أهمها:
١ - مفهوم الثقة بالنفس، وتعارضه مع ضرورة استصغارها.
٢ - عبارات التشجيع والتقدير وتعارضها مع خطورة المدح.
٣ - القيام على خدمة الناس والعمل للإسلام وتأثيره السلبي على النفس.
٤ - كراهية تزكية النفس وتعارضها مع ما فعله يوسف عليه السلام.
[١ - مفهوم الثقة بالنفس، وتعارضه مع ضرورة استصغارها]
مما ينبغي أن يعتقده المسلم أنه لا يوجد ملك حقيقي لأحد في هذا الكون إلا لله عز وجل {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}[البقرة: ١٠٧].
فكل شيء تراه ملك له سبحانه، ولا يملك من سواه أي شيء ولو حتى مثقال ذرة {قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ}[سبأ: ٢٢].
ولقد أعطى الله عز وجل لكل عبد من عباده بعض الإمكانات ليستخدمها في مشوار حياته الدنيوية، ينتفع بها، ويمتحن فيها .. فأعطى البعض صحة، ذكاء، قوة في العضلات وهكذا, وأعطى الآخر مالًا، أولادًا، سرعة الحفظ والاستيعاب.
هذه الإمكانات والأسباب لا توجد لها قدرة ذاتية تكفل لها قيام بالعمل الذي يريده منها صاحبها.
بمعنى أن الماء سبب للإرواء، ولكنه لا يستطيع ذلك إلا إذا أمده الله بالقدرة على ذلك، والدواء لا يسبب الشفاء إلا إذا أتته الفاعلية من الله عز وجل.