الله عز وجل قائم علينا وعلى جميع شؤننا .. يحفظنا ويرعانا، ويمدنا بأسباب الحياة لحظة بلحظة. قائم على كل شيء في أجسادنا لنستطيع في النهاية أن ننطق، ونسمع، ونرى، ونضحك، ونبكي ... ألم يقل سبحانه:{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى}[النجم: ٤٣].
وقائم كذلك على هدايتنا وعصمتنا من الفجور: فكل صلاة نصليها هي بمدد منه، وكذلك كل ذكر نذكره، وكل صالح نقوله، وكل خير نفعله {وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ}[الحجرات: ٧].
[مريض الرعاية المركزة]
قد يخل مريض إلى الرعاية وهو بين الحياة والموت .. فهو لا يستطيع الحركة ولا النطق .. لديه نقص شديد في الدم، وعدم القدرة على التنفس، وضعف في القلب، وفور دخول هذا المريض إلى قسم الرعاية المركزة يتم إمداده بأنابيب وتوصيلات مختلفة، واحدة تضخ له الدم، ثانية للتنفس، وثالثة للقلب، ورابعة للتغذية ... .
وبمرور الوقت تبدأ حالة المريض في التحسن، ويبدأ في استرداد عافيته ... فما السبب في ذلك؟! بلا شك أن ما تم توصيله إليه من إمدادات كان له دور كبير في تحسن حالته، ولو أغلقت محابس تلك الإمدادات لتدهورت صحته مرة أخرى ..
ولله المثل الأعلى .. فحالنا مع الله عز وجل وحاجتنا إلى إمداداته المتواليه علينا، أشد من حاجة هذا المريض لما تم توصيله إليه من إمدادات .. فهذا المريض دخل إلى
(١) تم بفضل الله بسط القول في بيان هذه الصفة في التمهيد للباب الأول.