من هنا تشتد الحاجة إلى معايشة القرآن، والمدوامة على قراءته، والانتفاع به، والدخول في دائرة تأثيره كما تم بيانه في الفصل السابق.
فلنكن دومًا مع القرآن ولنسلم له أزمتنا، ولنجعله في أعلى سلم أولوياتنا، واهتماماتنا.
[قيام الليل]
قيام الليل هو مدرسة الإخلاص، ومزرعته التي تبذر فيها بذوره، لتجنى ثمارها بالنهار {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}[الإسراء: ٧٩].
فيه يتذكر كل منا أصله وعبوديته لربه.
وهو من أفضل الوسائل المولدة للطاقة والمثيرة للهمة ...
إنه دواء يومي لابد من تناوله وإلا ضعفت العزيمة وفترت الهمة. ولكي تؤتي هذه الوسيلة ثمارها لابد من معايشة القرآن في القيام، وتدبره والتجاوب معه، وترديد كل آية تؤثر في القلب.
وفى السجود تكون المناجاة من ثناء على الله، وبث الشوق إليه، واستغفاره، واسترحامه.
نشكو إليه أنفسنا، وعدم قدرتنا على التعامل معها ... نشهده بأننا لا غنى لنا عنه، ونلح عليه ألا يتركنا لأنفسنا ولو طرفة عين.
[دوام الإنفاق في سبيل الله]
دوام الإنفاق في سبيل الله له دور كبير في تيسير التعامل مع النفس، فمن خلاله يتم تطهيرها من الشح المجبولة عليه، فتسلس قيادتها {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[التوبة: ١٠٣].