المستشفى وهو يعاني تدهورًا في بعض أجهزة جسمه، أما نحن بدون الله عز وجل فلا قيمة لأي خلية من خلايانا، ولا عضو من أعضائنا، ولا جهاز من أجهزنا .. فالمدد الإلهي المتواصل لنا يشمل كل ذرة من ذرات أجسامنا، فإن توقف هذا المدد فلن نستطيع أن نستعيده {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ}[فاطر: ٢].
[تمديدات الرحمة]
من هنا يتضح لنا أن كل نعمة نحن فيها تعكس وجود مدد مستمر من الله عز وجل، يكفل عملها واستمرار وجودها، ولو أغلق باب هذا المدد لانتهى أمر هذه النعمة وتوقف عملها، فلا يوجد لشيء في هذا الكون قوة ذاتية تكفل له الاستمرار في العمل دون مدد من الله عز وجل.
معنى هذا أن كل خير نحن فيه يتوقف وجوده على استمرار المدد من الله في كل لحظة وطرفة عين، وكل نعمة توجد عند شخص ولا توجد عند آخر تعكس وجود مدد إضافي للرحمة الإلهية عند هذا الشخص.
فإن كنت في شك من هذا، فتأمل معي خطاب الله عز وجل لخير البشر محمد عليه الصلاة والسلام، يقول سبحانه وتعالى له {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}[آل عمران: ١٥٩].
أى بدون هذه الرحمة وهذا المدد من الله لن تلين لأصحابك. وعندما وصف الله الخضر وما عنده من علم قال عنه:{فَوَجَدَا عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا}[الكهف: ٦٥].
ويذكرنا الله عز وجل بأن يوسف عليه السلام ما كان ليصل إلى ما وصل إليه من تمكين إلا برحمة ومدد من الله عز وجل {وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ}[يوسف: ٥٦].