للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

خطورة الإعجاب بالنفس

لداء الإعجاب بالنفس تأثيرات سلبية، ومخاطر عظيمة على كل من يصاب به، ويكفى في بيان خطورته أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أعده من المهلكات .. قال صلى الله عليه وسلم: " .. فأما المهلكات: فشح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه " (١).

[الإعجاب بالنفس شرك بالله]

فعندما يعجب المرء بنفسه - ولو في جزئية صغيرة - فإنه سيراها بعين التعظيم، فيثق بها ويتكل عليها في جلب النفع له في هذه الجزئية، وهذا لون خطير من ألوان الشرك.

يقول ابن تيميه رحمه الله: الرياء من باب الإشراك بالخلق، والعُجب من باب الإشرك بالنفس (٢).

ويؤكد د. محمد سعيد البوطي على هذا المعنى فيقول:

ليس الشرك محصورًا في معناه السطحي المتمثل في عبادة الأصنام وما سوى الله، أو المتمثل في أن يتجه أحدنا بالدعاء إلى غير الله، بل إن له معنى خفيًا يتسرب بسبب خفائه إلى أفئدة ونفوس كثير من المسلمين دون معرفة له وشعور به، وذلك هو مصدر خطورته، إذ لا يصادف عملًا صالحًا، أوعبادة من العبادات أو نوعًا من أنواع الجهاد، إلا أحبطه وأفقده قيمته، وحوله من طاعة مبرورة إلى معصية وشرك، وصدق الله القائل: {وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [يوسف: ١٠٦].


(١) حسن، أخرجه الطيالسي عن ابن عمر، وأورده الألباني في صحيح الجامع ح (٣٠٤٥).
(٢) العجب لعمر بن موسى الحافظ ص ١١ نقلًا عن الفتاوى ١٠/ ٢٧٧.

<<  <   >  >>