بمعنى أن يصبح القرآن هو شغلنا الشاغل، ومحور اهتماماتنا، وأولى أولوياتنا، ولكي يكون القرآن كذلك لابد من المداومة اليومية على تلاوته مهما تكن الظروف، وأن نعمل على تفريغ أكبر وقت له.
ثانيًا: تهيئة الجو المناسب:
لكي يقوم القرآن بعمله في التغيير لابد من تهيئة الظروف المناسبة لاستقباله، ومن ذلك وجود مكان هادئ بعيد عن الضوضاء يتم فيه لقاؤنا به، فالمكان الهادئ يعين على التركيز وحسن الفهم وسرعة التجاوب مع القراءة، ويسمح لنا كذلك بالتعبير عن مشاعرنا إذا ما استثيرت بالبكاء أو الدعاء.
ثالثًا: القراءة المتأنية:
علينا ونحن نقرأ أن تكون قراءتنا متأنية، هادئة، مترسلة، وهذا يستدعي منا سلامة النطق وحسن الترتيل، كما قال تعالى:{وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا}[المزمل: ٤].
وعلى الواحد منا ألا يكون همه عند القراءة نهاية السورة، ولا ينبغي أن تدفعنا الرغبة في ختم القرآن إلى سرعة القراءة. قال علي رضى الله عنه: لا خير في قراءة ليس فيها تدبر.
وقال الحسن: يا ابن آدم كيف يرق قلبك؟ وإنما همتك في آخر سورتك (١).
رابعًا: التركيز مع القراءة:
نريد أن نقرأ كما نقرأ أي كتاب - كحد أدنى - فعندما نشرع في قراءة كتاب أو مجلة أو جريدة، فإننا نعقل ما نقرؤه، وإذا ما سرحنا في موضع من
(١) مختصر قيام الليل لمحمد بن نصر ص ١٥٠ - مؤسسة الرسالة - بيروت.