للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أولًا: التربية الذاتية

تربية الفرد لنفسه وتعاهدها أولًا بأول أمر لابد منه لمن يريد دوام الاستقامة على أمر الله، لا يكفي من الواحد منا عدم رضاه عن واقعه، أو اقتناعه بأهمية تغيير ما بنفسه من تضخم للذات وشعور بالتميز على الآخرين وفقط، بل لابد من العمل الدؤوب لتغيير ذلك الواقع.

[المسئولية فردية]

إن المسئولية أمام الله فردية، وسيدخل كل منا القبر وحده، وسيسأله فيه الملكان وحده، وسيبعث وحده وسيحاسب أمام الله وحده {وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا} [مريم: ٩٥].

فما قيمة ما يقوم به العبد إن لم يكن له دور في صلاحه وتقواه وقربه من الله؟!

ما قيمة أن نكون سببًا في دخول الناس الجنة، ويكون مصيرنا النار والعياذ بالله؟!

إن هذا ليس معناه الانعزال عن الناس، وترك خدمتهم وإصلاح شأنهم، ولكنه جرس إنذار لنا جميعًا أن لا ننسى أنفنسان .. فكما قال صلى الله عليه وسلم: " مثل الذي يعلم الناس الخير وينسى نفسه، مثل الفتيلة تضيئ للناس وتحرق نفسها " (١).

ويقول الرافعى: إن الخطأ أكبر الخطأ أن تنظم الحياة من حولك، وتترك الفوضى في قلبك (٢).

ولكي لا يحدث هذا؛ لابد من أن يكون لنا جميعًا جهد خاص مع أنفسنا، مهما كانت مشاغلنا، وإلا وقعنا فيما حذَّر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق ذكره.


(١) صحيح، أخرجه الطبراني في الكبير، وأورده الألباني في صحيح الجامع، ح (٥٨٣٧).
(٢) وحي القلم للرافعي ٢/ ٤٢.

<<  <   >  >>