المسئولية والإمارة باب فتنة عظيمة للنفس، ووسيلة لخلع جلباب الذل والانكسار والعبودية لله عز وجل، ولهذا كان صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه من طلبها، ففى الحديث:" يا عبد الرحمن بن سمرة: لا تسأل الإمارة، فإنك إن أوتيتها عن مسألة وُكلت إليها، وإن أوتيتها عن غير مسألة أعنت عليها ... "(١).
إن وجود المرء في موقع المسئولية والصدارة من شأنه أن ينسيه حقيقة نفسه من ضعف وعجز، وأن ينخدع في السلطة التي تحت يديه مما يتسبب في استعاظمه لنفسه واستعلائه على الآخرين.
فما العمل لإغلاق هذا الباب؟!
ليدفع كل منا عن نفسه الإمارة، وليتهرب منها غاية الإمكان، فإذا ما كلف بمسئولية ما، ولم يجد له مناصًا من قبولها فعليه لزوم الخوف والحذر من تبعاتها، وعليه كذلك المداومة على استشارة من حوله، وعدم الانفراد برأيه، وأن يكثر من استخدام العلاج المضاد والذي سيأتي بيانه بعون الله، وعليه كذلك أن يبالغ في القيام بصور التواضع السابق ذكرها.
(١) متفق عليه: البخاري (٦/ ٢٤٤٣، رقم ٦٢٤٨) ومسلم (٣/ ١٢٧٣، رقم ١٦٥٢).