والساق وما تحتويه من عضلات وأعصاب وعظام لا تستطيع حمل الجسم والسير به بدون المدد الإلهي الآني.
وماء زمزم فيه إمكانية الشفاء .. هذه الإمكانية تحتاج إلى تفعيل من الله عز وجل لتتم .. وهكذا في كل ما معنا من إمكانات وأسباب .. لا قيمة لها بدون المدد الإلهي. فالنار التي هي سبب للإحراق هي النار التي سلبت تلك الخاصية عندما ألقى فيها إبراهيم عليه السلام، بل إنها مدت بفاعلية أخرى عكس فاعليتها الطبيعية المألوفة {قُلْنَا يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وَسَلَامًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ}[الأنبياء: ٦٩].
[المفهوم الصحيح للثقة بالنفس]
فإن كان المقصد من مفهوم الثقة بالنفس هو الثقة بوجود الإمكانات والأسباب التي حبانا الله إياها فهي ثقة محمودة، وينبغي أن يتربى عليها الفرد ليصبح قوي الشخصية، أما عدم تعرفه على ما معه من إمكانات ومن ثم عدم ثقته في وجودها، فإن ذلك من شأنه أن ينشأ فردًا مهزوز الشخصية لا يقدر على اتخاذ قرار ..
ومثال ذلك لو أن شابًا من الشباب أراد الخروج في نزهة مع أصدقائه، فجهزت له أمه حقيبة فيها طعام وشراب وأدوية .. وكل ما يحتاجه في نزهته .. هذا الشاب أخذ الحقيبة ولم يحاول التعرف على ما فيها، وعندما اقترب موعد الغداء شعر بالاضطراب، فكل أصدقائه أخرجوا ما معهم من طعام وهو يظن أنه ليس معه طعام، وزاد حرجه وضيقه عندما بدأوا في الأكل والجميع يريد إعطاءه مما معهم .. هذه الحالة التي وصل إليها ما كانت لتحدث لو أنه تعرف على ما في حقيبته، وفى نفس الوقت فقد يأتيه أحد أصدقائه بعد أن يرى عليه أمارات الحياء والحرج ويطلب منه أن يفتش في حقيبته لعله يجد شيئًا .. وبالفعل يجد الطعام لتزول علامات الاضطراب والضيق وتستبدل بالفرح والسرور.
إذن فكل ما عمله صديقه هو مساعدته في التعرف على ما معه من طعام.
فالثقة المحمودة بالنفس هي الثقة بما معنا من إمكانات حبانا الله إياها، فشخص