فالأصل في الإنسان الضعف، وكل مظهر من مظاهر مقاومته لهذه الأشياء فهي بفضل وإعانة من الله عز وجل، ولو تركه لضعفه ما قاوم نظرة محرمة, ولا مالًا حرامًا، ولا مرضًا من الأمراض:{وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا}[النور: ٢١].
ولكننا كثيرًا ماننسى هذه الحقيقة، فترى الواحد منا يصدق نفسه بأنه يستطيع مقاومة فتنة النساء، أو المال .. ويستطيع السهر وعدم النوم .. ولا يغريه بريق الذهب و .....
[فما الحل إذن لكى يقف الإنسان على حقيقة ضعفه؟!]
الحل يكمن في حسن التعامل مع الدواء الرباني الذي يتمثل في رسائله للبشر، والتي تكشف لهم حقيقة ضعفهم .. هذه الرسائل تأتي الجميع بدون استثناء، وما علينا إلا أن نحسن استقبالها ونفهم المراد منها ..
فمن الرسائل التي تكشف ضعف الإنسان أمام نفسه: وقوع حشرة عليه كالبعوضة - ثملًا - وعدم قدرته على التخلص منها أو تفادى لدغتها.
وكذلك بعض الزواحف التي يفاجأ الإنسان بوجودها كل فترة، وينتابه شعور بالضعف أمامها.
ومن صور ذلك أيضًا: عدم القدرة على القيام بالطاعة في بعض الأحيان، فتجد الواحد منا يسمع أذان الفجر ولا يستطيع النهوض للصلاة، ويتمنى صيام يوم من الأيام تطوعًا لله ولا يقدر على ذلك.
ومن تلك الرسائل: أن يتركك فريسة لمرض من الأمراض ليكشف حجم ضعفك أمام ميكروب لا يكاد يرى بالعين.