للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال شعبة أحد رواة هذا الأثر: فحدثت به أبا التياح وكان عربيًا فقال: نعم أمروا أن يجردوا القرآن. قلت له: ما جردوا القرآن؟ قال: لا يخلطوا به غيره (١).

وليس المقصد من ربط الأولاد بالقرآن وتفرغهم له في بداية نشأتهم أن يكون الاهتمام بلفظه فقط، بل بلفظه ومعانيه، كما قال تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ} [ص: ٢٩].

فالاهتمام باللفظ فقط لن يكسب الفرد أية معان، بل بالعكس سيرسم القرآن في ذهنه على أنه ألفاظ لا معنى لها، ويعوده القراءة بدون تفكير ولا تدبر.

إن بناء اليقين الصحيح عند أبنائنا لمن أهم صور التربية الصالحة لهم، وسيعود نفعه - بمشيئة الله - عليهم وعلى أسرهم وأمتهم، والقرآن كفيل بذلك إذا ما أعطينا معانيه جُل اهتمامنا، وربطنا بينها وبين الواقع، وجعلنا تشجيعنا لأولادنا مرتبطًا بمدى تعلمهم المعاني الإيمانية من القرآن وتطبيقها على أنفسهم .. والخطوة الأولى في ذلك أن نستحثهم على فهم ما يقرؤونه من القرآن كما يجتهدون في فهم أي شيء آخر يقرؤونه.

[ربط أحداث الحياة بالله]

ومع أهمية التركيز على القرآن لبناء اليقين الصحيح عند أبنائنا وتعريفهم بربهم وبأنفسهم، علينا أن نربط أحداث الحياة التي تمر بنا بالله عز وجل.

فنربط النعم بالمنعم - سبحانه - ونعودهم على حمد الله بعد كل نعمة، وسجود الشكر الفوري بعدها.

وأن نمحو من قاموسهم كلمات: أنا، لي، عندي (مجردة) بل نقرنها بالله عز وجل وفضله.

مثل: بفضل الله لي كذا .. بكرم لله عندي كذا .. بتوفيق الله استطعت أن أفعل كذا ...


(١) فضائل القرآن للفريابي ص ١٥١، ١٥٢.

<<  <   >  >>