وهذا بلا شك له دور كبير في إكساب الفرد ثقة بنفسه، وفى الوقت نفسه له مخاطر كبيرة تترتب على التأثير السلبي للمدح في نفس متلقيه، فكيف يتم التوفيق بين الأمرين؟!
عندما تكون عبارات التشجيع والثناء موجهة للشخص دون ربطها بالله عز وجل وبتوفيقه ومدده، فهنا تكون الخطورة البالغة التي تضخم الذات وتبني الصنم.
أما إذا ما استخدمت تلك العبارات في وقتها المناسب مع ربطها بالله عز وجل، والمبالغة في ذلك، وأنه لولا الله ما تم النجاح في هذا الأمر، والمطالبة بحمد الله وشكره على هذا التوفيق، عند ذلك تكون هذه العبارات قد أدت غرضها في بناء الثقة، دون أن تتسبب في ذبح الممدوح، مع الوضع في الاعتبار أنها تستخدم في وقت الحاجة والضرورة فقط لتعريف الشخص بإمكاناته وبناء ثقته بها.
[٣ - القيام بخدمة الناس والعمل للإسلام وتأثيره السلبي على النفس]
قد يقول قائل: إذا كانت الأضواء والاحتكاك بالناس، لها دور كبير في تضخيم الذات والشعور بالاستعلاء على الآخرين، فمن الأولى ترك العمل للإسلام، والانعزال عن الناس.
والسؤال هنا: إذا فعلت ذلك فهل تأمن على نفسك من عدم دخول العُجب إليك بعزلتك هذه؟!
إن العُجب داء خبيث له مداخله المتعددة - كما مر علينا - وقد يستولي على الإنسان من خلال ما يتاح أمامه من أفكار ترد على العقل، أو أفعال تقوم بها الجوارح، فهل المعتزل في بيته سيظل ساكنًا في مكانه لا يفكر في شيء، ولا يفعل شيئًا؟!
إن الحل ليس في العزلة .. فلو ذهب أحدنا إلى كهف مظلم لا يراه فيه أحد من الناس، ولا يتعامل معه أحد، فهو بذلك لن ينجو من الإعجاب بنفسه ..