وقال ذو النون: الناس على الطريق ما لم يزل عنهم الخوف، فإذا زال عنهم الخوف ضلوا الطريق.
إن الخوف من الله يعد بمثابة السياط التي تقع على القلب فتوقظه من رقدته، وتستثيره للانتباه، والتشمير للسفر إلى الله، وبدونه فالقلب راقد، لا يستشعر أهمية شيء ..
إنه أفضل وسيلة تؤهل القلب لحسن استقبال التوجيهات وتنفيذها، كما قال تعالى:{سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}[النازعات: ٢٦].
[وسائل استجلاب الخوف]
أهم وسائل استجلاب الخوف من الله وزيادته في القلب " كثرة ذكر الموت والتوقع الدائم لقدومه، قال صلى الله عليه وسلم: " أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت، فإنه لم يذكره أحد في ضيق العيش إلا وسعه عليه، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها عليه" (١).
ولقد اشتكت امرأة إلى عائشة - رضي الله عنها - قسوة قلبها. فقالت: أكثري من ذكر الموت يرق قلبك، ففعلت فرق قلبها.
ومن الوسائل المعينة للتذكر الدائم للموت: زيارة المقابر، وتغسيل الموتى، واتباع الجنائز، وكتابة الوصية، ودوام مطالعتها.
ومنها أيضًا: الاستماع إلى المواعظ والقراءة في كتب الرقائق.
[معايشة القرآن]
مع كون القرآن دواءً ربانيًا شافيًا لكل أمراض القلوب، ووسيلة أكيدة لتزكية النفوس، إلا أن له كذلك قدرة عجيبة على استثارة المشاعر، وتوليد القوة الدافعة للقيام بالأعمال.
(١) حسن، أخرجه البيهقي في الشعب عن أبي هريرة، وحسنه الألباني في صحيح الجامع ح (١٢١١).