للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يصاحبه ... ولنعلم جميعًا أن العلم بالله هو أشرف العلوم على الإطلاق، فمن أراد العلم الحقيقي فليبدأ بهذا العلم الذي يعرف العبد بربه فيخشاه، وبنفسه فيحذر منها، ثم يأتي العلم بأحكام الله بعد ذلك لمن شاء ليكون صاحبه عالمًا ربانيًا. قال تعالى: {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} [فاطر: ٢٨].

٢ - عدم طلب المسئولية أو استشرافها، وكذلك عدم تقديم النفس للقيام بعمل ما. كما قال صلى الله عليه وسلم: " يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلو الله العافية، فإذا لقيتموهم فاصبروا " (١).

ففى الحديث ما يدل على عدم تمني لقاء العدو لما فيه من الإعجاب والاتكال على النفس، والوثوق وقلة الاهتمام بالعدو، وكل ذلك يباين الاحتياط والأخذ بالحزم (٢).

٣ - ومن صور التربية الوقائية: قول الأستاذ مصطفى السباعى - رحمه الله -: إذا أنعم الله عليك بموهبة لست تراها في إخوانك فلا تفسدها بالاستطالة عليهم بينك وبين نفسك، وبالتحدث عنها كثيرًا بينك وبينهم، فإن نصف الذكاء مع التواضع أحب إلى قلوب الناس وأنفع للمجتمع من ذكاء كامل مع الغرور (٣).

٤ - لنحرص على الساعات الأربع التي نصحنا بها نبي الله دواد - عليه وسلم - بقوله: حق على العاقل أن لا يغفل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه عز وجل، وساعة يحاسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يخبرونه بعيوبه، ويصدقونه، عن نفسه.


(١) متفق عليه: البخاري (٣/ ١٠٨٢، رقم ٢٨٠٤)، ومسلم (٣/ ١٣٦٢، رقم ١٧٤٢).
(٢) عون المعبود في شرح سنن أبي داود (٧/ ٢١١).
(٣) هكذا علمتنى الحياة للسباعي.

<<  <   >  >>