للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذن فعندما يوكل العبد لنفسه للقيام بأى مهمة دون إعانة من الله عز وجل ولو لطرفة عين، فإنه يوكل للضعف والضياع .. لذلك كان من دعائه صلى الله عليه وسلم: " وإنك إن تكلنى إلى نفسي تكلنى إلى ضعف وعورة وذنب وخطيئة، وإني لا أثق إلا برحمتك " (١).

هذه هي إحدى الحقائق الأساسية التي يقوم عليها بنيان الإنسان، وإذا ما نسيها فما أسهل وقوعه فريسة لداء العُجب .. سينخدع في الأسباب التي حباه الله إياها .. سيظن أنه ذكي بطبعه، بليغ ينطق بأسلس العبارات دون تكلف .. لديه القدرة على التأثير في الناس، قوي بما لديه من عضلات .. خبير بما يعرف من معلومات ..

نعم، لديه هذه الإمكانات، ولكن ما قيمتها بدون المدد الإلهي المتواصل؟! ألم يقل سبحانه وتعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ} [آل عمران: ١٥٩].

وقال: {وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا} [الإسراء: ٧٤].

الجهل بطبيعة النفس:

من تعريفات النفس البشرية أنها مجموعة الشهوات والغرائز داخل الإنسان فهي تسعى دائمًا للحصول على شهواتها وحظوظها من كل فعل يفعله العبد .. جاهلة، لا تنظر إلى العواقب، كالطفل الذي لا يمل من الإلحاح على أبويه في الحصول على شيء قد يكون فيه ضرر كبير عليه.

نفس أمارة بالسوء، لا تأمر صاحبها إلا بما تراه يحقق مصلحتها ..

شحيحة تحب الاستئثار بكل خير.


(١) حسن: رواه أحمد والطبراني والحاكم وقال: صحيح الإسناد، وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب ح (٦٥٧).

<<  <   >  >>