للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في بابه، قال عنه معاصروه: لم نره قط أبط كتابًا .. إلخ، لكن هذا الرجل كانت فيه دسيسة سوء وآفة مقيتة لم يستأصلها، الأمر الذي أدى إلى انتكاسه وضلاله وكفره بعد إيمانه، بل ألف في أهل التوحيد كتابًا يستهزئ فيه بهم وبدينهم، تلكم الآفة هي: العُجب والغرور، وقد شهد هذه الآفة شعره، ومنه:

لو أنصفوا كنت المقدم في الأمر ... ولم يطلبوا غيري لدى الحادث النكر

ولم يرغبوا إلا إلي إذا ابتغوا ... رشادًا وحزمًا يعذبان عن الفكر

ولم يذكروا غيري متى ذكر الذكا ... ولم يبصروا غيري لدى غيبة البدر

فما أنا إلا الشمس في غير برجها ... وما أنا إلا الدر في الحج البحر

بلغت بقولي ما يرام من العلا ... فما ضرني نقد الصوارم والسمر

أسفت على علمي المضاع ومنطقي ... وقد أدركا لو أدركا غاية الفخر

وقال أيضًا:

حاشا لهم أن يعدلوا بي واحدًا ... من بعد ماوضحت لهم أنبائي

وأعيذهم من أن يحيل أديبهم ... وأديب كل الناس في النعماء

عابوا على تحدثي وتمدحي ... بأصالتي وشجاعتي وذكائي

إن لم يبح مدح الفتى أخلاقه ... بيضا فأى تمدح وثناء

نسأل الله تعالى العافية والعصمة من هذا الداء الوبيل (١).


(١) العجب لعمر بن موسى الحافظ ص ٩٠، ٩١ نقلًا عن أخبار المنتكسين.

<<  <   >  >>