للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى ابن عيينة أن أيوب - عليه السلام - قال: إلهي إنك ابتليتني بهذا البلاء، وما ورد عليّ أمر إلا آثرت هواك على هواي، فنودي من غمامة بعشرة آلاف صوت: يا أيوب أنَّى لك هذا؟ (أي من أين لك هذا؟) قال: فأخذ رمادًا ووضعه على رأسه، وقال: منك يا رب، منك يا رب (١).

وخلاصة القول: أن أمر صلاحنا وشفائنا مما تلبس بنا من استعظام لأنفسنا إنما هو بيد الله عز وجل، وما علينا إلا أن نصدق معه سبحانه في طلبنا العلاج منه، ونترجم هذا الطلب بكثرة الدعاء والتضرع والإلحاح عليه بأن يدخلنا في رحمته ومعيته، وأن يصلح لنا شأننا كله، وأن يتولانا فيمن تولى، ويهدينا فيمن هدى، ويعافينا فيمن عافى، وأن يؤتي نفوسنا تقواها، وأن يقينا شرها، إنه ولى ذلك والقادر عليه.


(١) إحياء علوم الدين ٣/ ٥٧٨.

<<  <   >  >>