المقدم: سائل يسأل عن الفتوى والكلام في الدين، ما أهميته، وماذا يجب على من يتعاطى ذلك؟ الشيخ: هذه مسألة حسنة، وهي قضية أن الفتوى توقيع عن رب العالمين، والإنسان إذا خشي من كلمة: لا أدري أصيبت مقاتله كما قال العلماء، وكان الشيخ الأمين الشنقيطي رحمة الله تعالى عليه كثيراً ما يتحرز من الجواب وكان بعض السلف يتعجب ممن يجيب على كل سؤال.
وكان نبي الأمة يُسأل عن أبغض الأماكن إلى الله، فيقول:{دعوني أسأل جبريل) فيسأل جبريل فيخبره أنها الأسواق، والتوقف عن الكلام فيما لا علم فيه منهج رباني نبوي.
وأي إنسان مهما بلغ علمه فعلمه قليل، وكان موسى عليه السلام وهو مكلم وصفي قد ادعى العلم فذكر الله: {عَبْدًا مِنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْمًا} [الكهف:٦٥]، فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فنقر من البحر نقرتين، فقال الخضر لموسى: ما بلغ علمي وعلمك من علم الله إلا كما أخذ هذا العصفور من البحر.
فإذا كان هذا علم الصفي الكليم موسى وعلم الخضر فما علم غيرهما؟ والمقصود من هذا أن السير في العلم يكون بتؤدة، والناس لا تقتل ولا تهلك إلا إذا سارعت إلى الفتوى، وأحب الإنسان التصدر دون أن يملك آلته، فهذا -نسأل الله العافية- من مواطن الهلاك.