للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها]

الملقي: يا شيخ الحكمة ضالة المؤمن، فأنى وجدها فهو أحق بها، فبماذا تعلق على هذا؟ الشيخ: هذا الأثر من دلائل حكمة التشريع، فعلى الإنسان أن يربي في أتباعه الوصول إلى الكمال، ومن تربية الناس على الوصول إلى الكمال ألا يأنفوا أن يأخذوا الفائدة من أي أحد ما دام لا ينجم عن ذلك ضرر في عقيدته، ولهذا شرع الله لنا أن نقرأ وننظر في أخبار الغابرين وأوائل الناس رغم أنهم كفرة، وأن نستقي كل خبر طيب، والله جل وعلا أثبت هذا في كتابه، قال الله جل وعلا على لسان بلقيس: {إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً} [النمل:٣٤] فصدقها الله بقوله: {وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ} [النمل:٣٤]، وقال الله جل وعلا عن كفار قريش وهم عبده أصنام ويعكفون على الأوثان قال عنهم: {وَإِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً قَالُوا وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءَنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا} [الأعراف:٢٨] فرد الله عليهم بقوله: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ} [الأعراف:٢٨]، فقبل الله منهم قولهم: وجدوا عليها آباءنا؛ لأنهم في قولهم ذلك كانوا صادقين، فقبل الله جل وعلا قولهم.

والمقصود أن العاقل لا يجعل بينه وبين المعرفة حجاباً، ويبحث عنها أينما وجدها فهو أحق بها؛ لأنه أفضل وأقرب من الدنو إلى الكمال.

<<  <  ج: ص:  >  >>